حجر الصّبر – عتيق رحيمي
حجر الصّبر – عتيق رحيمي
"حجر
الصّبر" هي رواية للأديب الأفغاني عتيق رحيمي، كُتِبَت بالفرنسيّة ثمّ تُرجمت
للعربيّة عن صالح الأشمر وصدرت النّسخة العربيّة في طبعتها الأولى عن دار السّاقي
سنة 2013. تحصّلت هذه الرّواية على جائزة غونكور الفرنسيّة سنة 2008 وتمّ تحويلها
إلى فيلم سينمائي حمل نفس عنوان الكتاب. (لمشاهدة الفيلم بترجمة عربيّة الرّجاء
زيارة هذا الرّابط).
حجر الصبر - الطبعة العربية الأولى 2013 |
في غرفة دقّق الكاتب
في وصف محتوياتها القليلة، في ركن منها، يرقد رجل مفتوح العينين، منتظم الأنفاس،
تحرسه زوجته. أسبوعان وهما على هذه الحالة، منذ أن أصيب الرّجل بطلق ناريّ في رقبته
إثر شجار وكالمعجزة بقي متشبّثا بالحياة بينما تشبّثت زوجته بعينيه الشاخصتين إلى
السّقف آملة شفاءه. تبدأ المرأة في الكلام، تخبر الرّجل بآخر تطوّرات الحرب في
البلاد، بمشاكل عائلتهما الصّغيرة اليوميّة، بتخلّي أهله عنه وبأسرارها منذ صغرها
حتّى انجبت طفلتيها. شهرزاد الأفغانيّة تسرد على مسامعنا ومسامع زوجها المسجّى
حذوها أسرارها الواحدة تلو الأخرى، ونُتابع تحرّكاتها المضطربة مع تأزّم الأوضاع
الأمنيّة في الحيّ السّكنيّ الذي هجم عليه مسلّحون بداية فاضطرّت المرأة لإخفاء
زوجها خوفا عليه من الميليشيات المقاتلة. تتواتر أسرارها فتُقرّر أن تعتبر زوجها
هو حجر صبرها الذي تشكو إليه همومها كي تتخلّص منها إلى أن ينفجر الحجر... وكان
ذلك.
إنّ الكاتب عتيق رحيمي استطاع من خلال هذه الرّواية تحرير شهرزاد، هذه المرأة
الأفغانيّة التّي قلّما كان يُسمع صوتها سابقا، وجدت حُرّيتها من خلال هذه
الصّفحات فسمعناها تشكو آلامها وخواطرها وتُعبّر عن آرائها ومواقفها ورغباتها دون
خوف أو رقابة، وكأنّ الغياب المؤقّت لسلطة الرّجل منحها الشّجاعة لتكون هي،
لتتحدّث وتفتح أبواب مواضيع "مُحرّمَة" ما كانت تتخيّل نفسها قادرة على
طرحها أمام زوجها "البطل".
كما أنّ هذه الرّواية هي نافذة تُفتح على أغوار بلد أنهكته الحروب باسم
الدّين ولعلّه هو أيضا يحتاج إلى حجر الصّبر قبل أن تقتله الحرب.
تعليقات
إرسال تعليق