المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٥

ممّا أعجبني من: تفاصيل صغيرة لـ نور الدّين العلوي

صورة
- ولكنّ الدّين حرّم عليهم التّصوير! - أبدا هذا بهتان مبين. لم يكونوا محتاجين إلى التّصوير الحسيّ فلم يسعوا إليه. ظلوا يشتغلون على اللّغة وكان ديوانهم الفنّي ديوانا من الكلمات. قبل مجيء الدّين كانوا يتفنّنون في اللّغة وبعد مجيء الدّين واصلوا ذلك. بل قاسوا النصّ المقدّس بما قبله من الكلام، وعندما بدأ المسلمون غير العرب يتعلّمون فنونا أخرى غير اللّغة كالرسم على الحرير بدأت اللّغة تموت. وينحسر ديوان الكلام ونحن الآن لم نعد نطوّر اللغة. بل أنزلناها إلى الخطاب النّفعي، وحصرناها فيه هناك في حين مازالت حاجتنا إلى التّصوير اللفظي قائمة. لذلك نحاول الشّعر ولا نصل إلى تعبير إبداعّي آخر لأنّنا نستعير الفنّ الغربي ونملأ المعارض باللّوحات ونقيسها بالمدارس الفنية. ولا نفوق في هذا المجال أحدا، لأننا لم نؤسّسه وإنما نحن مقلّدون، ونقول عن الرّسم إنّه فن عالمي لكي نذيب غربتنا ولا نطرح الأسئلة الصّحيحة. ********** الآن أكفر بهذا البلد وما يحلّ بهذا البلد ووالد وما ولد. إنّه بلد يحتاج إلى إعادة بناء، لأقلها كما يقول الأستاذ القديم جدّا كقاعدة رياضيّة: C'est un pays à refaire . ول

عام عيشة – حفيظة القاسمي

صورة
عام عيشة – حفيظة القاسمي عام عيشة هي رواية لـصاحبتها حفيظة القاسمي صدرت سنة 2007 عن دار سحر للنّشر. تروي هذه الرّواية تفاصيل الحرب التّي وقعت زمن البايات بين عرشي "الركاركة" و"المرازقة" بالجنوب التّونسي والتّي دامت اثنتي عشر عاما. وتعود أسباب هذه الحرب إلى رفض عائلة عائشة الركروكيّة تزويجها إلى محمّد بن العجال المرزوقي، حفاظا على نقاء الدّماء الركروكيّة، ممّا أدّى إلى هروبها لتتزوّج من أحبّته غير أنّ أهلها رفضوا كلّ وسائل الحوار والأموال التّي قدّمها أبو محمّد لتُعلَنَ الحرب بين العرشين وتُزهَقَ مئات الأرواح. ومن بين الضّحايا الذين بقيت الذّاكرة الشّعبيّة تذكرهم أحمد الذّي مات دون ذنب والذي ماتت أمّه كمدا عليه ودعت على قاتل ابنها دعوة تناقلتها الألسن طويلا " ڤتّال أحمد وليدي الله يصدّفو للدّعاوي يجعلو تيف الثّنيّة غبابير والرّيح لاوي ..." والحسين الذّي خرج للقتال فعادت فرسه برأسه وهام أبوه من بعده في البراري حاملا قربتين مملوءتين دماء من المعركة. ولعلّ التأكيد والوصف الدّقيق الذّي ألحقته الكاتبة بمقتل الحسين كانت ترمي به إلى تذكّر مقتل ا

كأنّها هي ... – فوزيّة حمّاد

صورة
كأنّها هي ... – فوزيّة حمّاد "كأنّها هي ..." هي مجموعة قصصيّة لـ فوزيّة حمّاد صدرت سنة 2011 عن دار البرّاق للنّشر والتّوزيع وضمّت 14 قصّة اختلفت مضامينها. تعلّقت القضايا المطروحة في هذه المجموعة القصصيّة خاصّة بالمرأة فنجد في القصّة الأولى " رسالة صيفيّة " مشكلة الصّراع بين المرأة والمرأة أو خيانة الصّديقات، في قصّة " امرأة في فخّ " نجد المرأة الحركيّة التّي لا تعتمد في شؤونها على أحد حتّى وإن واجهت مشاكل عدّة في حياتها اليوميّة. كذلك في قصّة " لوحة " نجد حضورا متميّزا للمرأة الفنّانة المبدعة. قضيّة الإنجاب والعقم ونظرة المجتمع نجدها في قصّة " زينة الحياة ... "، المرأة الكادحة الـمُتحدّية للعراقيل والتّي لا ينصفها الزّمن نجد مثلا لها في قصّة " إنّها الأزمة يا أمّاه!" ... غير أنّ ما لاحظته في هذه المجموعة القصصيّة هو التّشابه الصّارخ بين قصّتين هما " مخالفة " و " نقطة تصدّع " على مستوى الحدث الأوّل إذ نجد أنّ عون تراتيب من البلديّة أو عضو لجنة الحيّ يطرق الباب بعنف ليقدّم مخالفة للمتساكنة التّي

رؤى – زينب جويلي

صورة
رؤى – زينب جويلي رؤى هي الرّواية البكر لـ زينب جويلي صدرت سنة 2010 طرحت فيها الكاتبة العديد من القضايا. تروي الكاتبة في هذه الرّواية قصّة الأميرة الحكيمة رؤى والتّي تقلّدت الحكم بعد وفاة أبويها، إلاّ أنّ الوزير يكشف السّتار بعد صمت طويل لتتبيّن أنّ من تعلّق به قلبها يكون عمّها كما فُضحت الدّسائس والظّلم المتفشّي في القصر وعلمت أنّ أبويها لا يزالان على قيد الحياة. ثمّ تتقدّم الأحداث بالقارئ لتنفرج أزمة الحرب التّي شُنّت ضدّ مملكة رؤى، ثمّ يفكّ سراح أبيها القابع في سراديب القصر وتعود أمّها الهائمة في البراري. الرّواية في شكلها بسيطة، شخصيّات عديدة تنوّعت بين رئيسيّة وفرعيّة، أسلوب كتابة سلس ولغة لا تصعب على تلميذ في الإعداديّة غير أنّ الرّواية ثريّة بقضايا طرحتها خاصّة رؤى من خلال تساؤلاتها، أحلامها (وهنا تجدر الإشارة إلى قيمة الحلم في الكتابة وما يحمله من رموز) وأقوالها للنّسوة فنجد قضيّة الوجوديّة وكينونة الإنسان وقضيّة دور المرأة في المجتمع التّي تخلّلها نقد للمجتمع الشّرقيّ المتفكّك والدّعوة إلى التّماسك بين جميع الأفراد لردّ المشاكل والفتن. رؤى - الطبعة الأولى 2

رائحة الخوف – بسمة البوعبيدي

صورة
رائحة الخوف – بسمة البوعبيدي رائحة الخوف هي رواية لـصاحبتها بسمة البوعبيدي صدرت سنة 2009 وحملت في صفحاتها هلوسات امرأة تحلم ... أو تخاف ... أو تخاف أن تحلم بقتل زوجها المتسلّط. إنّ أقصر طريق للخوف هو أن تفشل دائما فيما تريد أن تفعله. هذا ما استنتجته بعد متابعة الفشل المرير لمرّات عدّة في تحقيق شهوة القتل عند البطلة. الكاتبة كانت قد حوّلت نصّها إلى شاشة كبيرة تابعت فيها تحرّكات ظلّ امرأة هاربة قتلت زوجها، أو هكذا خيّل إليها وإلينا من خلال الحوار الباطنيّ لها. ثمّ تنتقل كاميرا الكاتبة إلى ماضي هذه المرأة مع بداياتها الدّراسيّة ثمّ الجامعيّة لتغوص في نفسيّتها وبواطنها وتكشف لنا رحلتها مع التّصوّف ... ثمّ مع الزّواج وبداية الرّغبة في القتل لتتحوّل إلى هذه الرّغبة إلى شهوة تسيطر على تفكيرها لتصبح هلوسات جعلتها تسلّم نفسها للشّرطة وهي البريئة. لذلك، فإنّه يجب على القارئ التّفطّن إلى أنّ القتل في هذه الرّواية هو قتل رمزيّ حتّى وإن تلطّخت كلّ الصّفحات بالدّماء، وأنّ المرأة ليست تصارع زوجها وترغب في قتله كفرد، بل إنّ الزّوج يمثّل المجتمع الذّكوريّ المهيمن على المرأة عامّة وبهذا تكون

الفقرة الحرام – نور الدّين العلوي

صورة
الفقرة الحرام – نور الدّين العلوي الفقرة الحرام هي رواية لـ نور الدّين العلوي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2015 عن الدار المتوسّطيّة للنّشر. تدور أحداث الرّواية حول شخصيّة الرّجل الغريب الـمُتّهم في عقله وقد أحاطه الكاتب منذ البداية بغموض ولم يكشف عن تفاصيل حياته إلاّ بعد تهيئة الأرضيّة والأحداث المناسبة التّي تقود القارئ بسلاسة إلى كشف الغموض. هذه الطّفل يتيم الأمّ، تعلّق بداية بمعلّمته باحثا عن التّعويض ثمّ هجر بيت أبيه ليستقرّ لدى جزّارة أجنبيّة كان يساعدها في تنظيف أمعاء الخرفان لتستغلّه فيما بعد في شهواته الجنسيّة. وفي المدّة المقضّاة لدى الجزّارة وزوجها، تعلّق قلب الفتى بالابنة الوحيدة للمرأة الأجنبيّة والتّي تركت البلاد لاحقا لتستقرّ في ألمانيا. بعد سنوات لحق بها في بلاد المهجر واشتغل حارسا لعمارة ثمّ إتّفق مع حبيبته على العودة وتجهيز أرض تضمّ 100 شجرة تفّاح يضاهي جماله جمال خدّ حبيبته. غير أنّ الإنتظار طال بالرّجل العاشق للمرأة والتفّاح وتشابهت أيّامه إلى أن تعرّف على فتاة كسيحة لا تتكلّم إشترى لها كرسيّا متحرّكا أفضل من كرسيّها القديم إلاّ أنّ الكارثة حلّت بالفتاة ا

ممّا أعجبني من: ولع أو رفوف الجنّة لـ جلّول عزّونة

صورة
وهل هناك أجمل من كتاب تشتريه؟ بعد أن تختاره من آلاف العناوين وترجع به لبيتك، فتجد أوراق كراريسه مغلقة، فتفتحها ورقة ورقة وأنت تنساب من فكرة إلى أخرى... * ولع أو رفوف الجنّة * جلّول عزّونة* ولع أو رفوف الجنّة - الطبعة الأولى 2009

نحو ضفّة أخرى – يونس سلطاني

صورة
نحو ضفّة أخرى – يونس سلطاني نحو ضفّة أخرى هي المجموعة القصصيّة الأولى لـ يونس سلطاني صدرت في طبعتها الأولى سنة 2013 واحتوت على 20 قصّة اختلفت أبعادها ومضامينها. تُوّجت هذه المجموعة بجائزة تشجيع ضمن مسابقة مؤسّسة كتاما للإبداع لسنة 2014. لئن تنوّعت المواضيع المطروحة في هذه المجموعة القصصيّة إلاّ أنّ الإطار المكاني المذكور في أغلب القصص تمثّل في "المقهى" وكأنّ الكاتب يحاول أن يذكّر القارئ بقيمة المقاهي ذات يوم في الشّأن الثّقافي وحتّى السّياسيّ. ومن المواضيع المذكورة نجد، موضوع العقم وتأثيره على الحياة الزّوجيّة (قصّة السّعادة المنقوصة )، الممارسات الإجتماعيّة السّيّئة كـ "التّقفيف" لربّ العمل طمعا وفي إرضائه (قصّة حاجب إدارتنا ) أو كالخداع والتّسوّل (قصّة المهنة، متسوّلة ) أو كالصدّاقة المزيّفة المبنيّة على المظاهر (قصّة الحادث الأليم ) ... والممارسات الإداريّة الغير المسؤولة (قصّة حظيرة أشغال في حيّنا )، التّذكير بالقضيّة الفلسطينيّة التّي يهتمّ لها الكبار والصّغار (قصّة نزهة مع "دعاء" )، وأيضا التّذكير بالوضع الثّقافيّ المنحطّ في البلاد (قصّة

حرير الوجد – محمد حيزي

صورة
حرير الوجد – محمد حيزي حرير الوجد هي رواية لـ محمّد حيزي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2004 عن المدينة للنّشر وتحصّلت على الجائزة الثّالثة لمسابقة "المدينة" للرّواية لسنة 2003. ما يميّز هذه الرّواية هو أساليب السّرد التّي أتقن الكاتب التّحكّم بها ليدخل القارئ في حكايات شتّى. فالرّواية وإن كانت تدور حول شخصيّة "قاسم العامري" وحبيبته الموعودة "ليلى الوافي" إلاّ أنّ الكاتب أراد أن يشوّش الحكاية على القارئ فلا يكمل ما بدأ سرده لينتقل إلى حكاية أخرى وغوص عميق في الماضي ثمّ يتناوب على مذكّرات "عامر الوافي" وزوجته "مريم" ليعود ثانية إلى قاسم وليلاه وهكذا دواليك. بل ولا يكتفي بهذا، بل يُدرج بسلاسة حكاية "ليلى بنت الباي" التّي هربت مع تاجر الحرير ولا تكتمل الحكايات إلاّ في مع آخر الصّفحات. ويرافق هذه الحكايا صوت قاسم العامري الباحث عن أصله ونسبه إذ أنّه كان على يقين وأنّ "عبد الرّحمان العامري" لا يمكن له أن يكون أباه ثمّ هذا ما أخبرته به أمّه "العارم". وقد إستطاع الكاتب نقل الحالة النّفسيّة المتذبذبة لقاسم

ولع أو رفوف الجنّة – جلّول عزّونة

صورة
ولع أو رفوف الجنّة – جلّول عزّونة ولع أو رفوف الجنّة هي رواية للدّكتور جلّول عزّونة صدرت سنة 2009 عن دار سحر للنّشر في طبعتها الأولى وقد عالج فيها الكاتب صراع اللّذة الجسديّة، لذّة الشّراب واللّذة الرّوحيّة. تدور الرّواية حول ثلاثة أصدقاء وهم كمال، التّوهامي وجلال. ولئن جمعتهم الصّداقة لسنوات عديدة إلاّ أنّ لكلّ منهم هواية، فكمال عاشق للكتب والتّوهامي متيّم بالخمرة وأمّا جلال فمولع بالجنس وكان كلّ واحد منهم يحاول جلب صديقيه إلى ميدانه من خلال تبادل الكتب المختصّة في كلّ من المواضيع المذكورة. وأكسبتهم هذه الهوايات مهارةً في التّنقيب عن نفائس الكتب القديمة ومنها تكوّنت لدى جلال "رفوف الجنّة". فالكاتب تطرّق تدريجيّا إلى الصّراع بين هذه اللّذات الثّلاث ليستخلص أنّ بعد فناء الجسد لن توجد سوى حياة روحيّة بالرّغم من تصوير الكثيرين لها باللّذات الحسيّة. لكن ما يميّز هذه الرّواية عن سابقاتها هو بنيتها، إذ أنّ الكاتب عمد إلى تقسيمها إلى فصول عديدة غير معنونة لكن تهتمّ بموضوع معيّن ويسبقها مقطع من كتاب ما يمهّد للموضوع المشار إليه لاحقا وبهذا يحقّق القارئ معرفة بع