بحر هادئ... سماء زرقاء – عبد الواحد براهم

بحر هادئ... سماء زرقاء – عبد الواحد براهم

"بحر هادئ... سماء زرقاء" هي رواية للأديب التّونسي عبد الواحد براهم صدرت عن دار تبر الزّمان سنة 2005.

بحر هادئ... سماء زرقاء

الرّواية هذي هي توثيق لفترة قليل وينْ كِتْبُو عليها الكُتّابْ التّوانسة (نحكي طبعا حسب قراءاتي الشخصيّة في الأدب التّونسي) مُقارنة باللّي تِكْتبْ عالثّورة وعلى فترة بن علي، الكتاب هذا الحيّز الزّمني متاعو يبدا من بعد الاستقلال وطُنْبِكْ الصّراع اليوسفي البورقيبي.

عامِرْ، وإلّي هو أصغر ابن لمناضل يوسفي، يضطرّ يهرب مالبلاد قبَلْ ما يشدّو النّظام، يتشرّدْ في مصر ولسوء حظّو جات مع توتّر العلاقات بين تونس ومصر الشي إلّي خلاّه يمشي لسوريا باش يكمّل يقرى غادي. في فترات مختلفة تزامنت مع أحداث ميّزت الفترة هذيكا في تونس كيف التّعاضديّة، يرجع عامر ويشوف صحابو وكيفاش يتعايشو مع الأوضاع في البلاد حتّى أخيرا يقرّر باش يرجع ويستقرّ ويعرّس بالمرا إلّي حبّها.

لعبة الشّخصيات طبعا ماكانتش عالهامش، كلّ شخصيّة وليها الرّمز متاعها خاصّة وإنّو الكاتب تعمّق باش ينقّل لنا تطوّرات حياتهم على مدى سنوات، كيف عثمان إلّي كان مدير عام مؤسّسة وطنيّة والسرّ كيفاش وصل للمنصب هذاكا. سعيد ولد قفصة إلّي رجع لها بعد سنواته في العاصمة وولّى من أكبر فلاّحيها (ومن خلال الشخصية هذي حكى الرّاوي على التّأميم وتجربة التّعاضديّة وفشلها). مروان، الوالي، وطريقتو باش وصل وكيفاش شدّ الأمور في مراحل مختلفة مرّت بيها البلاد وطبعا صاحبة الوكالة إلّي باش تكون عندها حكايتها الخاصّة مع عامر. وبعيدا على الشّخصيات إلّي تلوّج عالمناصب والكراسي نلقاو زادا الشّاعر، واحد من أصدقاء عامر، وبالنّسبة ليّا أكثر شخصيّة كانت ذات قيمة كبيرة من خلالها وجّه الكاتب النّقد اللاّذع لـ"شعراء البلاط" وقتها وإلّي يبيعو في رواحهم وكلمتهم من أجل منصب وخاصّة الماديّات و"الكاشيات" وإلّي للأسف الشي هذا مازال متواصل في السّاحة الثّقافيّة التّونسيّة لليوم. وهكّا نلقاو كلّ شخصيّة وظّفها الكاتب (وحتّى من عزّوز الڨحّاف) استعملها باش يسلّط الضو على مجال معيّن كثر فيه الفساد واندثرت فيه القيم باش ينبّه القارئ الفهيم للشي هذا باش ما يتواصلش في المستقبل.

أكثر حاجتين شدّوني في الرّواية هذي، أوّلا: المزج بين الأصوات إلّي تحكي في الحكاية فمرّة نلقاو الرّاوي هو إلّي يحكي وساعات يقصّ عليه عامر ويكمّل يحكي من غير ما يضيع تسلسل الأحداث.

وثانيا: اللّغة المزيانة إلّي تكتبت بيها الرّواية، مع أبيات الشّعر إلّي يعرضوك أثناء القراءة، تجانس ولا أروع! حتّى وإنّك ساعات كي تبدا تقرى تحسّ النّثر شِعْر. ومع سلاسة التّعابير كانت متعة حقيقيّة أثناء القراءة وهذا مش غريب على أديبنا التّونسي عبد الواحد براهم إلّي في كلّ عمل ابداعي يتقن الصّنعة. 

ممكن فمّا شكون يقول "آي وشنيّا علاقة المحتوى بالعنوان؟"، في آخر جملة من الرّواية باش توضاح الصّورة وحسب رايي هذاكا إلّي لازم يقعد خاصّة بعد الظروف إلّي عاشتها البلاد مالثورة لتو: "مهما كثرت مشاكلنا وعيوبنا بينات بعضنا، لازم صورة البلاد تقعد هي المزيانة آخر الحكاية".

لتحميل الكتاب: من هنا