سوق الفرياني – محمّد بن حمد

سوق الفرياني – محمّد بن حمد


سوق الفرياني هي رواية تاريخيّة لـ محمّد بن حمد صدرت عن شركة المنى للنّشر سنة 2011، من الجحم الصّغير وجاءت في 72 صفحة.
تدور أحداث الرّواية زمن الحرب التي خاضتها مدينة صفاقس ضدّ النّرمانديّين سنة 1149م بقيادة ملك صقلية لجّار (كما ورد في الرّواية، وفي بعض المواقع يُكتب لوجار أو روجاي بينما كُتب روجر الثّاني في صفحة الويكيبيديا) وقد حاول الشّيخ أبو الحسن عليّ الفرياني التّصدّي لجيش النّصارى إلاّ أنّه فشل وأُخذ رهينة في صقلية وتولّى ابنه عمر الفرياني الولاية على صفاقس تحت راية لوجار. وبعد وفاة ملك صقلية انتفض أهالي مدينة صفاقس لاسترداد مدينتهم وهو ما تمّ عن طريق الحيلة والتّخطيط.
إذن فسوق الفرياني إكتسب إسمه من متجر الشيخ الفرياني الذي أُعتبر من أوائل المناضلين ضدّ المستعمر. ما شدّني في هذه الرّواية عبارة موسم "الحاجوجيّة" وهي، حسب الرّواية، أكلة يُطبخ فيها الفول ثمّ يشرب ماؤه بعد خلطه بالزّيت والتّوابل. في الرواية تمّ ذكر أنّ هذا الموسم من تقاليد أهل البلد واستغلّوا هذه المناسبة لكي يجمعوا الفول من الأهالي وبه يقدّرون عدد المتطوّعين للحرب لاسترجاع صفاقس من المستعمر المسيحي، إلاّ أنّ في موقع "اليوم"  ورد مقال قيل فيه أنّ "الحاجوجيّة" بدأت من تاريخ الانتصار ضدّ النّصارى وأنّها إحياء لذّكرى الانتصار وفيها تُطبخ "المريسة" و"الرّفيسة" وهنا أجد نفسي محتارة بين ما ذُكرَ في الرّواية وما ذُكر في الموقع الإلكترونيّ علما وأنّ المصادر المتاحة للتحقيق في هذه المعلومات شحيحة جدّا.
ما لم يرق لي في هذه الرّواية، كما جنّسها الكاتب، أنّها كانت قصيرة جدّا، أحداثها مقتصرة بلا تفاصيل ولا تخييل روائيّ. وقد حاول الكاتب تبرير هذا القالب الجديد لروايته بأنّه تجديد وعمل ابداعيّ في مقدّمة الكتاب، غير أنّني لم أرَ فيه سوى استعجال لسرد حكاية أراد لها أن تصل الجميع والتّخلّص من هذا العبء أو لعلّ اعتياده على كتابة القصّة، وهو صاحب 4 مجموعات قصصيّة، اختار الإيجاز والاختصار في جنس الرّواية التاريخيّة التّي تفتقدها السّاحة الأدبية التّونسية وخاصة في فترة قلّما نجد من تحدّث عندها. 

سوق الفرياني - الطبعة الأولى 2011

تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي