بين الأدب والسّينما: مرايا الغياب لـ نبيهة العيسي وزهرة حلب لـ رضا الباهي
مرايا الغياب - زهرة حلب |
الأدب والسّينما
التّونسيّين ينجّمو يتلاقاو في برشا حاجات وما احلاهم كي تلاقاو في نفس الموضوع.
رواية مرايا الغياب لـ نبيهة العيسي وفيلم
زهرة حلب لـ رضا
الباهي تشاركو في نفس الموضوع: الأمّ (آمنة في الرواية وسلمي في الفيلم) يعيشو
تفكّك أسري يتأثّر بيها ضناهم (منيار في الرواية ومراد في الفيلم) وتصيرلهم مشاكل
نفسية، يستقطبوهم الهياكل المختصّة ويهزّيهم يجاهدو في سوريا. الأمّ تمشي تلوّج
على ضناها لكن ما ترجعش (مش بالضرورة نفس النّهاية).
وأنا نتفرّج في
الفيلم برشا مواقف لقيتها مشابهة للرّواية كيف مثلا: الأب اللاّ مبالي وخاصّة هاك
التّاليفون من الابن/ة متاع "أمّي هاني في سوريا بين يدين ربّي طالب/ة
الشّهادة."
الفيلم في الإجمال
باهي ومش خايب لكن صدّقوني الرّواية أروع ببرشا مالفيلم.
وانتي تتفرّج باش
تلقى روحك قدّام مشاهد مُسقطة تخلّيك تقول "آش يقصد بيه المشهد هذا؟"
(كيف وقت إلّي سلمي بين برشا جماعة قاعدين يدورو - وعالأقل هذا مش رايي وحدي خاطر
إلّي بجنبي نبّرو عليه المشهد هذا درجين كاملين).
وفوق مالكلّ فمّا فشل
ذريع، حسب رايي الشّخصي، في اختيار السبب إلّي خلّى مراد يمشي للجهاد. معناها واحد
رجّعوه أمّو وبوه من فرانسا وطلّقو ياخي هو تأثّر نفسيّا خاصّة وانّو عمرو 18 سنة
وكي بوه ضربو بالسّحابة على راسو وقتها خذا قرارو النّهائي. معناها تصوّرو قدّاش
من الدّواعش باش يطلعولنا كان تتخرب أسر حي النّصر وْ لاَ بٌ لْيُو -_-
وأهمّ حاجة، ما
اقتنعتش بمشاعر الأمّ كي ولدها هجّ! هند صبري ما احلاها وأبدعت في دورها أما
ناقص... الإحساس ما وصلنيش. بالعربي ما تأثّرتش وما بكيتش وما حسّيتش بوجيعة أمّ
ولدها مشى يجاهد.
مع آمنة، في
الرّواية، تأزّمت معاها في كلّ صفحة. تبدى تقرى تلقى روحك في وسط الشخصية، تنصهر
داخلها (قوّة قلم نبيهة العيسي) وكلّ مرّة تغطس شويّة في ذكرياتها تتأثّر معاها
أكثر لين تحسّ بالغصّة وتولّي تبكي معاها. منيار صحيح عاشت تفكّك أسري لكن من غير
طلاق وهذا الأصعب إنّك تعيش مع أم وبو يتظاهرو إنّهم متفاهمين والحقيقة عكس هذا.
وفوق مالكل تتعرّض للإغتصاب من صديقها وتلقى روحها مسؤولة على موت جدّتها وجدها...
يعني ظروف "منطقيّة" أكثر باش انسان يطيح في الإكتئاب ويقرّر انّو يمشي
يجاهد.
أحسن من هذا، نبيهة
العيسي ما نساتش باش تحكي على غزرة المجتمع للأمّ إلّي بنتها مشات تجاهد وكيفاش
كثر القيل والقال بينما في الفيلم ما تلقا كان: سلمى تصالحت مع أختها إلّي عرّفتها
مبعد على واحدة عندها جمعيّة باش يرجْعولهم أولادهم من سوريا.
السّبب إلّي يخلّي
أمّ تخلّي إلّي قدامها وإلّي وراها باش تمشي تلوّج على ضناها كان في الحالتين هو
"الأمل". الأمل إنّو ولدها/بنتها يكون مازال عايش وتحاول ترَجْعو
معاها لتونس لكن كيف ما قلت: وجيعة آمنة إلّي حسّيتها خلاّتني أنا بيدي نتشجّع باش
نمشي معاها لسوريا (نحكي على واحد متأزّم وهو يقرى ويحضّر في روحو لما أتعس) بينما
مع سلمى "هاني نتبّع فيك من بعيد".
ولو إنّو في الرّواية
الكاتبة ما حكاتش برشا على الأوضاع في سوريا كيف ما ورّاوه في الفيلم وقعدلي كيف
"الصندوق الأسود" إلّي نعرفو من برّه لبرّه كهو والله أعلم آش صاير
الداخل.
يعني كان نلخّص،
الفيلم فيه 2 أجزاء:
في الجزء الأوّل كان
جابو نبيهة العيسي كتبت لهم السيناريو والحوار (ولو إنّو الموجود فيه زلعات باهين)
راهو كان متوازن مع التّعب إلّي عملوه باش بلّغو صورة المعارك بين جبهة النصرة
وداعش وهكاكا يولّي عمل شبه مثالي.
------------------------------------------------
ملاحظات:
1/ رواية مرايا الغياب لنبيهة العيسي متحصّلة
على الكومار الذهبي 2016 وما نجّمتش نحكي عليها خاطر من كثرة ماهي الرّواية مخدومة
مليح فكرة ولغة وأسلوبا، حبّيت نقراها مرّة أخرى علّني أصيب في كتابة حاجة مزيانة في
مستوى الكتاب.
2/ برشا قالو إلّي موضوع الفيلم
"مُستهلك" وهذا رأي ما نشاركش فيه الناس إلّي قالوه خاطر مش كلّ يوم
تلقى أمّ شجاعة تمشي لسوريا باش ترجّع ولدها، والأب إلّي عملها مات في مطار تركيا
قبل ما يوصل لولدو. والشي هذا متاع الجهاد في سوريا ومع داعش هْنَا هْنَا وين بدينا
نتعايشو معاه. قبل الجهاد كان في العراق وهوكا تحت تعلّة "نحاربو في أمريكا".
المستهلك فقط في الفيلم
هو "الولد إلّي يلعب قيتار وبعد يكسّرها قال شنوّا الغناء حرام"
(تفرّجنا فيه المشهد هذا في مسلسل يوميات إمرأة - كان ما خانتنيش الذاكرة)
3/ أقراو الرّواية وتفرّجو في الفيلم وشجّعو
المنتوج التّونسي باش يتحسّن ونقصو مالتّنبير إلّي ما يوصّل لشي.
#إقرأ_تونسي
#تفرّج_تونسي #عيش_تونسي
يعطيك الصحّة. هذا التفكير التونسي اللي نشجّعو. تقدّم قراءة تحمل رأيك الشخصي وتعاون اللي بعدك يضيف بعد الاطلاع على المنتوج سواءً يكون رواية أو فيلم أو غناية... هكا نقدّمو بالمنتوج التونسي
ردحذفيعيّشك =)
حذفشكرا سرين على هذا التفاعل وعلى هذه اللهجة التونسيّة الحلوة التي تدخل القلب بغير استئذان ... أسعدني حقّا ما قرات...نبيهة العيسي
ردحذفوأسعدني أكثر مرورك الرائق سيّدتي =)
حذفبش نتوجهلك بطلب بسيط يا سيرين: يعطيك الصحة قبل كل شي، شهيتني بش نقرا الرواية، اما، نطلب منك، كان سهلت القدرة وعاودت تفرجت في الشريط بيدو، عاود ارجع لنقدك هذا وعاود اقراه، ونخاطرك كان ما تبدلش رايك، عن تجربة، كيف نتفرج في نفس الشريط، المرة الأولى تعطي عليه حوسبة سطحية، الرموش بش نتفكر تفاصيل الكل اللي بش نبني عليهم نقدي، وصدقني ساعات نزرب ونكتب مالفرجة الأولى، ويدور الوقت، نعاود نتفرج ونعاود نقرا اللي كتبتو، ونلقى روحي ما مسيتش المحاور لكل، ولا عطيت تعليق خاطئ ، وفطنت بغلطتي كيف عاودت تفرجت، صدقني كان نعطيك مثال بسيط: بش نكتب مقال حول شريط ثلاثون للفاضل الجزيري، عنوانو ،making of making re_live، تفرجت في نفس الشريط ،نحسب فيهم، مائة وثلاثة مرّات....
ردحذفوالرّاي رايك
في كل الحالات تشجيعك، واصل
قبلاتي
يعيشك =) هكّاكا بالطّبيعة ديما القراءة / الفرجة الثّانية والثّالثة... باش يفيقوك بنقائص رايك دوب ما تكمل تتفرج أو تقرى كتاب. أنا وقتها تصدمت خاطر فكرة الفيلم قاريتها في الكتاب مع بعض التغيير في الأحداث و "مرايا الغياب" من كثرة ماهو رائع من ناحية البنية وأسلوبو ما نجّمتش نكتب عليه خجلا من إنّي ما نعطيهش حقّو، فأوّل ما خرجت من قاعة السّينما حاولت نربط الفيلم بالرّواية باش كتبت عليهم الاثنين. وبالمناسبة، ثلاثون أنا بيدي عاودت تفرّجت فيه 3 مرّات من كثرة ما عجبني (في انتظار يهبطولنا خسوف عالانترنات خاطر أفلام الفاضل الجزيري مافيهمش واحد تفرّجت فيه وما عجبنيش)
حذفرابط التحميل غير موجود
ردحذفاحتراما لحقوق النّشر والتّأليف، لا أستطيع وضع الكتاب للتّحميل المجاني
حذف