ممّا أعجبني من: الثّقافة محنة لذيذة! لـ خميّس الخيّاطي

الثّقافة، كونها مجموعة الحلول المختلفة الأجناس والتي تبتدعها مجموعة بشريّة ما لمجابهة الإشكالات المتنوّعة والمتضاربة التّي تفرضها عليها الطّبيعة في تطورها المتنامي بوتيرة مضاعفة، هذه الثّقافة بأوجهها القيميّة والجماليّة والتقنيّة المتعدّدة وجدت ومازالت موجودة، هي دوما حيّة ترزق ومازالت للإنسان العربي، حيثما وجد، حاجة له بها وبقاءه وبقاء جنسه رهينا الذكاء الذي يبطنه إيّاها...
غير أنّ الثّقافة كذلك ليست منحصرة في هذه الحلول الفطريّة، بل هي أيضا وكذلك استشراف وكسر للمسلّمات...

**********************************************************************

لقد سعى المفكّر التّونسي إلى خلع الأبواب التّي أحكم الفقهاء غلقها منذ القرن الرّابع، وإن نحن أغلقنا عليه فضاؤه، غيّبناه لفترة طويلة، وها هو لم يعد بعد، والعالم العربي يستمرّ تقطيع مفاصله.
هل "الآخر" هو وحده المسؤول عن هذا التّقطيع؟...

**********************************************************************
ونحن على هذا النّحو، نطلب من جدّتنا أن تقصّ علينا للمرّة الألف ما في السّماء، فتتحدّث بعد البسملة قائلة أنّ المجرّة ما هي إلاّ "طريق" يسلكه التبّانة وهم جماعة –لم تُحدّدهم يوما ولم نسألها في ذلك قطّ- يسوقون حميرا تحمل أكياس التّبن للثّور الذي يحمل على أحد قرنيه الأرض وهو ثابت على حوت والحوت في البحر... وحينما يتعب الثّور من ثقل الأرض على أحد قرنيه، يبدّل قرنا بقرن... وهكذا يقع الزلزال... ما ترونه هو طريق التبّانة... ولو نظرتم مليّا إليها لوجدتم الحمير تتحرّك نحو حيث يوجد الثّور...

* الثّقافة محنة لذيذة! * خميّس الخيّاطي *

الثّقافة محنة لذيذة! - الطبعة الأولى 2016

تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي