الثّقافة محنة لذيذة! – خميّس الخيّاطي
الثّقافة محنة لذيذة! – خميّس الخيّاطي
الثّقافة
محنة لذيذة! هو الإصدار الثّاني عشر للصّحفي التّونسي المتخصّص في السّينما
والسّمعي-البصري خميّس الخيّاطي صادر عن درا نقوش عربيّة في نسخته الأولى سنة
2016.
الكتاب
هو عبارة عن شذرات من حياة الكاتب التّي نقل فيها بعضا من المواقف التّي شهدها
خلال فترات مختلفة من حياته. فنجد بعضا من مغامرات طفولته الشقيّة مع الكتب
ومجلاّت الرسومات الكرتونيّة مؤكّدا على قيمة الثّقافة الشفويّة والدور الهام الذي
كانت تلعبه الجدّة في التربية والتّعليم. كما ذكر بعضا من المواقف، في مرحلة
متقدّمة من عمره، المرتبطة خاصّة بالشأن الثّقافي التّونسيّ والعربيّ خاصّة ما
لاقاه من قمع وتهميش للثقافة العربيّة فنجد مثلا رقابة وصعوبة أعوان الديوانة
التّونسية تجاه الكتب في قصّة "ألم يقولوا أنّه خير جليس؟" كما
نقل لنا في قصّة "غرائب البوابات العربية" عنصريّة التعامل مع
المثقّف العربي وغير العربيّ في بلدين مختلفين (مصر والعراق). كما تحدّث الكاتب عن
بعض من سيرته الذاتيّة في الإذاعة الفرنسية الثقافيّة والدور الذّي لعبه في
التعريف بالسينما العربيّة، ليعود في بعض الأحيان إلى فترة ما في تونس عندما كانت
لقاعات ونوادي السّينما جانب هام في تكوين شخصيّة الفرد.
للقارئ
ان يستشفّ من الكتاب الأسلوب السّاخر في الكتابة بداية من الإهداء "إلى
كلّ من طلّ من وراء البلايك..." ثمّ خاصّة عندما يذكّر الكاتبُ
القارئَ بأنّه ابن ريف الشّمال الغربي (secteur 08) وكيف أنّ
العزيمة والطموح و ،أحيانا، الصدف أوصلوه إلى إذاعات أجنبيّة ذات قيمة ثقافيّة
هامّة. ولعلّي لم أحبّذ هذا لكن يجب الإعتراف أنّ المجتمع التّونسيّ لليوم يعاني
من مشكلة "الجهويّات" وكأنّها متأصّلة في هويّة التّونسي.
مع
هذا الكتاب، لك أن تتمتّع بسلاسة السّرد واللغة العربيّة الفصحى الممزوجة بكلمات
بالدّارجة التّونسيّة!
الثقافة محنة لذيذة! - الطبعة الأولى 2016 |
تعليقات
إرسال تعليق