الحديث عن المرأة والدّيانات – الصّادق النيهوم
الحديث عن المرأة والدّيانات –
الصّادق النيهوم
الحديث عن المرأة والدّيانات هي دراسة للكاتب والفيلسوف اللّيبي الصّادق
النيهوم صدر في طبعته الأولى سنة 2002 وهي دراسة حاول الكاتب من خلالها توضيح نظرة
مختلف الدّيانات السماويّة إلى موضوع المرأة.
في الجزء الأوّل من الدّراسة، بدأ الكاتب بنقل نصوص دينيّة من التّوراة حيث
أنّ اليهوديّة تعتبر أنّ المرأة هي المسؤولة الوحيدة على خطيئة آدم في الجنّة لذلك
عاقبها الله بآلام الحمل والولادة، والأسوأ من ذلك أنّ المرأة اليهوديّة تُعتبر
كائنا قذرا ونجسا وتطول فترة النّفاس إذا كان المولود بنتا. ويتمادى النّصّ
الـمُحرّف إلى تسهيل عمليّة الطّلاق الـمُقتصرة على ورقة يكتبها الرّجل وعلى
إجباريّة زواج الفتاة من أحد أقاربها خوفا على الميراث. ومسألة الميراث في
اليهوديّة مسألة معقّدة وغير منطقيّة والمرأة اليهوديّة لا ترث إذا كان لها أخ وإن
ورثت فإنّ ميراثها يصبح لزوجها. وأمّا في مسألة الزّنى فالمرأة هي المذنبة
والمسؤولة الوحيدة عنه. لذا استنتج الكاتب أنّ التّشريعات السّماويّة التّي تفضّل
طرفا على طرف وتذلّ المرأة على حساب الرّجل يجب التّشكيك في مصداقيّتها. أمّا في
الدّيانة المسيحيّة فقد مرّ الكاتب سريعا عليه وتوقّف عند تحريم الطّلاق وبعض
العادات اليهوديّة التّي تبنّتها بعض الكنائس قديما. لذلك توقّف الكاتب في القرآن
عند كلّ نقطة من النّقاط السّابقة ليوضّح ويفسّر مظاهر الإختلاف بين النّصوص
الدّينيّة وأيهم أحقّ بالتّصديق وأيهم حفظ كرامة الطّرفين معا وأيهم وجّه مسؤوليّة
الأخطاء لكلا الطّرفين. لكن وإن كان القرآن قد حماه الله من التّحريف، إلاّ أنّ
الكاتب أشار إلى أنّ تأويل النّص القرآنيّ بناء على العادات القديمة هو ما ساهم في
انحطاط قيمة المرأة المسلمة في مجتمعاتنا الحاليّة فيقول الكاتب "أمّا
المسلمون فقد سلكوا طريقا آخر للظّلم ... طريقا أكثر إثارة للألم وإذا كانوا لم
يستطيعوا ان يقوموا بملية التحريف للنصّ الديني نفسه فقد وجدوا حلا آخر اسمه سوء
الفهم: هذا الحل وجده الإنسان دائما لكي يبرّر مظالمه"
وفي الجزء الثّاني من الدّراسة، اهتمّ الكاتب بمسألة "تحرّر"
المرأة وفهمها الخاطئ لقضيّتها ممّا دعاها إلى المطالبة بالمساواة. وقد اعتبر
الكاتب أنّ المرأة –الأوروبيّة-أخطأت لأنّه، وحسب رأيه، إن كانت الطّبيعة لم تساوِ
المرأة مع الرّجل جسديّا ونفسيّا فكيف ستتحقّق المساواة في الوظائف والتّكوين
والتّعليم إلى جانب وظائفها العاديّة الأخرى من حمل وولادة.
وأمّا في الجزء الأخير، فقد إتّخذ الكاتب من المرأة اللّيبيّة والمجتمع
اللّيبيّ ككلّ نموذجا لتفسير الفجوة التّي سبّبها التّقليد الأعمى للمناهج
التّعليميّة الأوروبيّة والتّي، حسب رأيه، لم تنجح في بلده لأنّ سياسة المراحل لم
تُتّبع ممّا خلق فجوة بين الابن والأب وبين المرأة المتعلّمة وبقيّة أفراد عائلتها
الذّين لم تتغيّر نظرتهم إلى المرأة عبر الأجيال.
وددتُ لو أنّ الدّراسة إقتصرت على الجزء الأوّل فقط من الدّراسة مع
التّعمّق أكثر في نصوص الدّيانات السّماويّة أو حتّى باقي الدّيانات كالهندوسيّة
ليكون العنوان ملائما أكثر فقد إستحسنت رجوع الكاتب إلى قواعد حمورابي في تنظيم
الحياة الأسريّة ومقارنتها بما يوجد في الدّيانات لكنّني لم أستحسن نقده اللاّذع
للمرأة الأوروبيّة وتحدّثه على لسانها بأنّها "نادمة على تحقيق
المساواة" وكأنّه ينتقم لفشل بنات بلده في نيلهنّ للحرّيّة والمساواة
المنشودة من خلال نقد طموحات المرأة الأوروبيّة.
الحديث عن المرأة والدّيانات - الطبعة الأولى 2002 |
تعليقات
إرسال تعليق