شفرة الرّيح – سوسن الطيّب العجمي
شفرة الرّيح – سوسن الطيّب
العجمي
شفرة الرّيح هي مسرحيّة لسوسن العجمي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2015 عن
دار زينب للنّشر وهو عمل أدبي يأتي بعد 3 دواوين شعر للكاتبة.
موضوع المسرحيّة، كما فهمتها، تطرح قضيّة الدّكتاتوريّة في تونس من خلال
كابوس يصيب كلاّ من "هو" و"هي" وبطلته "المرأة"،
التّي من الممكن أن تكون الثّورة، والتّي ستدفع بالـ هو والـ هي إلى المحاكمة
لتنفيذ العدالة. وكانت الكاتبة قد بثّت في الفصل الأوّل بعضا من الأدلّة على أنّ
بن عليّ وحرمه هوما المقصودين في هذه المسرحيّة من خلال هذا المقطع مثلا:
"هي: ]...] أووف لقد حجزنا في السّابق
أجمل المنتجعات وعشنا في أبهى القصور...
هو: يا ويلي لقد حجزت لنا الآن أجفّ وأصلب ... قطعة أرض متكلّسة على سطح
الجغرافيا...
هي: أنت السّبب!
هو: الشّوك هو السّبب
هي: هم إخوتي
هو: (بصرخة مقطوعة) أووه منهم..."
أمّا الثّورة فقد جسّدتها الكاتبة على هيأة امرأة بهيّة الطّلعة تسرّ
النّاظرين رصينة الكلمات وبديعة التّدخّلات. وقد يُخيّل إلى القارئ عندما يصل إلى
الفصل الذّي يختصّ بمحاكمة هو وهي والأشواك إلى أنّ الكاتبة
تتصوّر نهاية أخرى لواقع تونس لو وقعت حقّا هذه المحاكمة.
ولعلّ ما يُلاحظه القارئ أنّ أقوال الشّخصيّات تطول كثيرا في بعض الأحيان
ويتّخذ النّصّ قالب الشّعر إذ لا نجد النّثر إلاّ لماما في بداية ونهاية
المسرحيّة. كما أنّ سيناريو المسرحيّة (النّصّ الذّي يكون بين الأقوال لسرد
إنفعلات وحركات الشّخصيّات) يحوز غالبا مكانا هامّا في الصّفحة دون أن نلاحظ حركة
تؤدّيها إحدى الشّخصيّات أو بالعكس، نجد في كلمات معدودة حركة ديناميكيّة
للشّخصيّات. وهذه الملاحظة أسوقها بعد إطّلاعي مؤخّرا على مسرحيّة "مراد
الثّالث" للحبيب بولعراس التّي إذا قارنتها مع شفرة الرّيح أجد أنّ هذه الأخيرة
لم تحملني إلى أجواء الرّكح والمسرح ولا سمحت لي بتخيّل طريقة إخراج النّصّ...
لكن، يبقى للقارئ تخيّلاته وانطباعاته بعد القراءة وللكاتب أهدافه وتصوّره
الشّخصيّ لما يكتب.
شفرة الرّيح - الطبعة الأولى 2015 |
تعليقات
إرسال تعليق