مذكّرات مقاوم قلعة الأندلس – علي بوحسين
مذكّرات مقاوم قلعة الأندلس – علي بوحسين
كما يوضح العنوان "مذكّرات مقاوم قلعة الأندلس" فإنّ هذا الكتاب
هو مذكّرات كتبها المناضل التّونسيّ علي بوحسين وهو من مواليد 1932 وأصيل مدينة
قلعة الأندلس، سرد فيه مختلف الأعمال النّضاليّة لمقاومة الإستعمار الفرنسي
بالبلاد التّونسيّة.
بدأ العمل النّضالي للكاتب سنة 1950 حيث إنخرط في الشّعبة الدّستوريّة
للحزب الحرّ الدّستوري التّونسي بقلعة الأندلس وفي سنة 1952 قُبض عليه إثر الأعمال
التّخريبيّة التّي قام بها مع ثلّة من الأعضاء الآخرين ممّا أدّى إلى سجنه. وقد
نقل الكاتب بعضا من يوميّاته في سجن باردو خاصّة عندما ساهم في توفير قارورة
"ماء الفرق" لتفجير فتحة في الحائط كان قد عمل على حفرها مع أصدقائه
السّجناء ليفرّ من السّجن بعد ذلك.
بعد فراره، إلتحق علي بوحسين بمنظّمة قصر هلال ثمّ بمنظّمة الشّمال حيث
ساهم في نقل المناضلين من العاصمة إلى مغارة في جبل إشكل إذ ساهمت شعبة الحزب
بماطر في مدّهم بمستحقّاتهم اليوميّة وقد ذكر الكاتب في أكثر من مناسبة المطالبَ
الغير المعقولة والمناوشات التّي يفتعلها دائما صديقهم هلال الفرشيشي الذّي انتهت
أيّامه بعد أن فُضحت علاقته مع زوجة معمّر فرنسي.
ومن أهمّ المعارك، لاحقا، التّي شارك فيها عليّ بوحسين إلى جانب المناضل
محجوب بن علي هي عمليّة فيري فيل ليلتحق فيما بعد إلى العاصمة ليواصل نقل
عدد من الجنود والإطارات الكبيرة في الجيش والذّين فضّلوا الهرب لمقاومة الإستعمار
على الإنصياع إلى السّلط الحاكمة آنذاك وكانت مغارتهم الجديدة توجد في "عين
بوسعديّة" (منطقة برڤو من ولاية سليانة). ومن الأعمال الأخرى التّي قام بها
في هذه الفترة تجسّدت في مشاركته على الإستولاء على مخزن إحدى الضّيعات لإحتوائها
على عدد كبير من الأسلحة.
وقبل رجوع الزّعيم الحبيب بورقيبة إلى تونس بثلاث أشهر، قام عليّ بوحسين
بإفشال مخطّط لفتجير مقرّ إقامة الزّعيم ممّا ساهم فيما بعد (عند عودة الزّعيم إلى
تونس) إلى تكليفه مع ثلاث مناضلين آخرين بحراسة الحبيب بورقيبة ليُدرج في جوان
1956 ضمن الأمن الوطني.
هذا الكتاب هو شهادة حيّة لمناضل قاوم الإستعمار كغيره من التّونسيّين
ولعلّ اللّغة المستعملة في الكتابة إختلطت بين الفصحى وعبارات عاميّة إلاّ أنّها
نقلت بصدق النّوايا السّيّئة لبعض المشاركين في مقاومة الإستعمار وبعض المواطنين
المحايدين وكان الكاتب قد ذكر العديد من الأسماء، كما ذكر دور المرأة في مساعدة المقاومين
في الإختباء من الجنود الفرنسيّين (عمّة الكاتب وأمّ السّعد).
وإلى جانب هذه الشّهادات، نجد أيضا بعض الصّور لعليّ بوحسين أيّام تواجده
في جبل إشكل وجانب عين بوسعدية والعديد من الصور التّي جمعته بأصدقائه في النّضال
السّياسي ضدّ الإستعمار الفرنسي.
مذكّرات مقاوم قلعة الأندلس - علي بوحسين |
تعليقات
إرسال تعليق