وحيدا ... أقطع هذا الدّغل – عبد المجيد يوسف
وحيدا ... أقطع هذا الدّغل – عبد
المجيد يوسف
وحيدا ... أقطع هذا الدّغل هي مجموعة قصصيّة لـ عبد المجيد يوسف صدرت في
جانفي 2015 عن الثّقافيّة للطّباعة والنّشر والتّوزيع وحملت بين صفحاتها 12 قصّة
قُسّمت على جزأين: الأوّل بعنوان "الرّوح تأخذ حمّام وحل" وبه 7 قصص والجزء
الثّاني "الرّوح في دروب العزلة".
يفتتح الكاتب مجموعته بقصّة "الشّمس في يوم قائظ" التّي قال عنها
أنّه بقي 7 سنوات يكتبها ويعيد صياغتها في فترات متفرّقة ليُخرجها في شكل لوحة
فنيّة رائعة الجمال بما حملته من وصف مدقّق وبلغة تُلامس جمال المفردات المستعملة،
فالكاتب يهدف من خلال كتاباته إلى إحياء اللغة العربيّة وإدراج أكثر عدد ممكن من
المفردات التّي طوتها صفحات النّسيان والتّناسي. وقد صوّر الكاتب في لوحته هذه
صورة للرّيف التّونسيّ في يوم حصاد مركّزا على تمازج الحضارة بالبادية وعلى قيم
التّسامح التّي تسود المجتمع التّونسيّ.
ثمّ لا يلبث الكاتب لإعادة القارئ إلى واقعه فيبثّ صورا من الواقع كالفقر
الذّي يخبطُ أحشاء المجتمع بادئا بالضحيّة الأولى وهي الأستاذ (في قصّة
"الحاجة") لينقل من بعد صورة لحال متسوّل في قصّة "التفكّك"
مُسندا إهداء هذه القصّة إلى متسولّي مسقط رأسه، وقد أبدع الكاتب في نقل جملة من
الممارسات الـمُزيّفة لجملة من وجهاء القوم أسندها الكاتب في قصّة بعنوان
"المزيّفون" الذّين يُناشدون الشّفافيّة والنّزاهة وهم يُخادعون ويغشّون
بعضهم في لعبة الورق. كما مرّر الكاتب صورة لحال المثقّفين الذين تطالهم يد الجهل
والظّلم. كذلك في قصّة cristal نجد مظهرا من مظاهر العلاقة
التّي أصبحت تسود الأزواج من سيطرة للمرأة على حساب الرّجل.
وأخيرا، لا يمكن لنا أن نتحدّث عن الأدب التّونسي دون ذكر تجربة عبد المجيد
يوسف في التّرجمة، الرّواية والقصص والتّوقّف على أساليبه التّجديديّة في الكتابة.
وحيدا ... أقطع هذا الدّغل - الطبعة الأولى 2015 |
تعليقات
إرسال تعليق