حديث الياسمين – مها عزّوز

حديث الياسمين – مها عزّوز


حديث الياسمين هو مجموعة قصصيّة لـ مها عزّوز يضمّ 15 قصّة، صدرت سنة 2014 وطرحت العديد من المشاكل المحيطة بالمرأة والشّباب.
"كيف ستجعل الكاتبةُ الياسمينَ يتحدّث؟" هكذا بدأت أتساءل منذ إمساكي بالكتاب لكن أوّل ما اعترضتني قصّة "عاشقة في الأربعين" هنا تذكّرتُ أنّ للقاصّة ديوان شعر بعنوان "أعشاب الأربعين" فكأنّ التّأكيد على هذا العمر بالذّات يسمح لنا أن نستنتج أنّ الكاتبة بلغت سنّ النّبوّة في الكتابة وآن لنصوصها أن ترى النّور وتُبلِغ رسالتها.
منذ هذه القصّة الأولى، يصبح القارئ ألعوبة بيد الزّمن الذّي روّضه قلم الكاتبة. فالزّمن عندها حاضر مُتمازج مع الماضي، فالكاتبة تغوص في شخصيّة كلّ واحدة من شخصيّات قصصها لتروي حاضره ثمّ تسترق اللّحظة لتكشف عن بعض من ماضيه لتعود بسلاسة إلى الحاضر، وقد إعتمدت هذا الأسلوب في العديد من قصصها.
كما نستشفّ ممّا كتبت العديد من القضايا المطروحة المـُتعلّقة بالمرأة في درجة أولى (مثل قضيّة الخيانة الزّوجيّة في قصّة "عاشقة في الأربعين" وحال المرأة بين سندان التّرمّل ومطرقة العادات في قصّة "نوافذ") ثمّ بالشّبّاب في مرحلة أخرى (في قصّة "CAB" ورحلة شابّ من ملاحقة مباريات فريقه المفضّل إلى مثواه الأخير) إلى كشف بعض من سلوكيّات البعض بعد الثّورة من نفاق وعدم التّفاني في العمل كم ورد في قصّة "مسامير فوق الجسر".
وفي بعض القصص، يشكّ القارئ أنّه يقرأ فصولا من حياة الكاتبة إذ هو محمول على بساط الكلمات إلى قاعات الدّراسة في كليّة الآداب بمنّوبة عبر قصّة "شاي أخضر" ثمّ إلى فصل من فصول شرح النّصّ من خلال قصّة "في الأدب الجاهليّ" إلى الإفصاح عن إسم أستاذة العربيّة التّي أثارت جدلا وهي الآنسة عزّوز في قصّة "الإسم السّادس". وهذه القصّة خاصّة أعتبرها تحدّ صارخ أعلنته الكاتبة "مها عزّوز" وهذا التّحدّي تمثّل في معرفة ما هو الإسم السّادس الذي لم تبح به. وكأنّها تحاول أن تبرز للقارئ أنّه غير عارف بلغته العربيّة وأنّ السلطة التربويّة لا تبثّ للمتعلّم سوى ما تمليه عليه السّلطة الدّينيّة.
وفي الختام، فإنّ الياسمين ناقل لأحاديث اللّيل والكاتبة ناقلة لوقائع الأيّام.



تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي