رحمانة وباب الفلّة – حسنين بن عمّو

رحمانة وباب الفلّة – حسنين بن عمّو

رحمانة، لكاتبها حسنين بن عمّو، صدرت سنة 2002 وهي رواية تاريخيّة تدور وقائعها زمن إحتلال خير الدين بربروس لتونس واستنجاد الحسن الحفصي بالإمبراطور الإسباني شارلكان سنة 1535.
وباب الفلّة الصّادرة سنة 2006 هي تكملة لمصير الدولة الحفصية والإحتلال الإسباني وبداية الحكم العثماني. ونالت هذه الرّواية جائزة كومار التّقديريّة لسنة 2006.
هاتين الرّوايتين كالتّوأم، فلا يمكن للقارئ أن يقرأ واحدة فقط ويقف عند ذاك الحدّ ولعلّ ما وجدته فيهما من نقاط إلتقاء هو ما دفعني للحديث عنهما في نفس المقال.

* تلخيص:
رحمانة هي فتاة تركت منزلها في ربط باب سويقة لتصبح غصبا عن إرادتها من جواري الحسن الحفصي ثم استطاعت بمساعدة الهاشمي والعروسي، وهوما جيران منزلها القديم، أن تهرب من القصر وتستقرّ في منزل جدّ الهاشمي. وصادف ذاك تزعزع كرسيّ السّلطان الحفصي وضعف الدّولة الحفصيّة أمام القوّتين الرّابضتين على سواحل البحر الأبيض المتوسّط للنّيل من تونس وهروب هذا الأخير بعد دخول خير الدّين بربروس تونس وضمّها تحت لواء الدّولة العثمانيّة.
إستنجد الحفصيّ الهارب بملك إسبانيا شارلكان الذّي أحسّ بالتّهديد العثماني فأعدّ حملة كبيرة ونزل الإسبان بحلق الوادي يوم 16 جوان 1535م وقصف العثمانيّين الذّين لم يتهيؤوا لمثل هذا الجند العظيم ثمّ توجّه سيل الجنود إلى مدينة تونس وعاثوا فيها فسادا وقتلا وأُعتبر ذلك اليوم يوم شؤم على أهل تونس عُرف باسم "خطرة الأربعاء".
في خضّم هذه الأحداث المأساويّة مات العروسي، والّذي كان جاسوسا، وفقد الهاشمي يدا وقُتلت أمّ رحمانة. لكنّ البطلة واصلت حياتها وكادت تتزوّج الهاشمي لولا تعرّفها على حمدان الأندلسي الذّي أبعد الهاشمي عن رحمانة ليحظى بها ... لولا ذاك اليوم المشؤوم الذّي قُتل فيه.
يتواصل إنهيار الدّولة وضعفها إثر رضوخ سلطانها لمعاهدة كانت ثمن مساندة الإسبان له وتتواصل مأساة رحمانة التّي تتفطّن لحملها بعد أن اغتصبها جنود من الإسبان فتتوجّه لنبيل العلجي وتتزوّجه لتقضّي جزءا من حياتها في ظلّ السّعادة. غير أنّ الحسن الحفصي يسافر إلى ملك إسبانيا ثانية طالبا منه العون في بعث جنوده لحماية كرسيّه من العثمانيّين المتآلبين عليه مع قبائل العربان إلاّ أنّه يُفاجأ عندما يعود ويجد أنّ ابنه أحمد سلطان إفتكّ كرسيّ الحكم وأصدر على أبيه حكما بفقع عينيه لأنّه عميل للإسبان. في ظلّ حكم السّلطان إحميده (أحمد) واصلت رحمانة العيش عنده بينما تولّى الهاشمي حماية ابنتها إلاّ أنّها تقع في غرام إحدى خدّام القصر ويتفطّن لهما السلطان فوضع حدّا لحياة الخادم ونجت رحمانة من بطشه لتعود في آخر المطاف إلى الهاشمي.
وباب الفلّة هو عبارة عن حفرة في سور مدينة تونس فرّ منه سكّان تونس يوم واقعة دخول الإسبان حيث أنّ الرّوايات تقول أنّه لم ينج منهم سوى ثلث السّكّان.
في الجزء الأخير من ثلاثيّة حسنين بن عمّو، يواصل الكاتب سرد عوامل انهيار آخر الحكّام الحفصيّين بأسلوب شيّق. فبعد مرور ثلاث عقود على النّكبة، نتابع بشغف مغامرات عزيز ولد فطيمة وخليلته شريفة ليقع في ورطة أدّت به لدخول سجن القصبة والتّعرّف على الشيّخ الأخوص ممّا دفع بشريفة للإرتماء في أحضان السّاحرة حبيقة وشياطينها. واستطاع بعد ذلك النّجاة بجلده من بطش الملك والرّجوع إلى خليلته.
أمّا على المستوى السّياسيّ فقد إحتدّ الصّراع الإسباني العثماني على سواحل البحر الأبيض المتوسّط، فأصبحت تونس ذات حكم حفصي إسباني في الشّمال ونفوذ عثماني في الجنوب، وكثر الجواسيس لكلا الطّرفين وكان الوزير الطّيب الخضّار أحد هؤلاء ويعمل لصالح العثماني عليّ القلج الذّي زحف من الجزائر وهزم جيش أحمد سلطان واستولى على تونس. لكن السّلطان المغلوب على أمره لم يقبل الهزيمة واتّبع سيرة أبيه، فاستنجد بالملك فيليب الثّاني الذّي مدّ له يد العون وبعث معه حملة لإسترجاع الكرسيّ المسلوب. وكانت تونس آنذاك بلا حماية كافية وذلك لعودة عليّ القلج إلى الجزائر لمواجهة الإسبان. وقبل الرّسو على الشّواطئ التّونسيّة، قُدّمت معاهدة ليختمها الحفصيّ إحميده ويعمل بها، وكانت هي نفس معاهدة الذّلّ التّي وقّع عليها أبوه، فاستدرك أمره ورفض فوقع أسره ثمّ نفيه في جزيرة صقلية حيث توفيّ بها. ثمّ قام الإسبان بتنصيب الأمير الحفصي محمّد بن الحسن، الذّي قام بتوقيع المعاهدة، سلطانا على تونس يحكمها معه الإسبان. لكّنه ما إن دخل إلى القصبة لم يجد شعبا يحكمه وذلك لأنّ التّونسيّين ففرّوا بجلودهم ما إن سمعوا بقدوم الإسبان.
وفي خضمّ هذه الأحداث، كان عزيز قد أصبح تاجرا مع صديقه عبد القادر ووقع في حبّ نفيسة التّي رفض أبوها تزويجها له فالتجأ بعد زواجها إلى مصادقة زوجها والشّراكة معه ولم يكن هذا الأخير سوى جاسوس قُتل على يد الأتراك. ثمّ سَجَنَ عبد القادر نفيسة وقريبتها في إحدى الضّيعات، بعد أن فرّتا من المدينة خوفا من الإسبان، لوقعها الشّديد على نفسه، إلاّ أنّها فرّت منه ولجأت إلى شريفة خليلة عزيز. وأصبح عزيز، بعد تنصيب الأمير محمّد سلطانا على تونس، من أتباعه ... وجاسوسا في نفس الوقت للأتراك. وفي ذاك الوقت، وبينما كان الإسبان يستنزفون كلّ ممتلكات التّونسيّين للذّاتهم ولبناء حصن الباستيون توّجه العثمانيّ سنان باشا إلى تونس وقام بدحر قلعة حلق الواد بعد مواجهات عديدة، ثمّ توجّه نحو حصن الباستيون وهدمه لكي لا يلتجأ إليه الإسبان مجدّدا وتمّ الإعلان نهائيّا أنّ تونس أصبحت تنتمي للإمبراطوريّة العثمانيّة.
أمّا عزيز فإنّه حارب ضدّ الإسبان ووجد سجنا سُبيت فيه النّساء وقُتلن على يد الجنود الإسبان بعد تعذيبهنّ وإغتصابهنّ، فقد وجد شريفة ميّتة ولحق بآخر لحظات من حياة نفيسة التّي لفظت أنفساها بين ذراعيه.

* رأي:
إنّ أكثر ما يشّدك وأنت تقرأ ثلاثيّة حسنين بن عمّو هو حذاقته للتّاريخ التّونسيّ خاصّة في العهد الحفصيّ. فسرده لأخبار الملوك والسّلاطين يتعدّى الإخبار ليرتقي إلى الإبداع اللّغويّ والفنّيّ في الرّواية. ولعلّنا نلحظ دائما وجود شخصيّتين الأولى ساذجة والثّانية تحمل الحكمة. ففي باب العلوج، نجد أنطونيو الذّي لا يفكّر سوى في الوصول إلى ماري رغم نصح أصدقائه من الشّيوخ له وإلهائه عن طريق حكاياتهم العديدة على تاريخ تونس وتسميات الأبواب مثلا (حكاية باب بنات على لسان الشّيخ الحارس للقصر). وفي رحمانة نجد الهاشمي الموالي لمولاه الحسن يتعلّم من صديقه العروسي. وتتكرّر الصّورة في باب الفلّة، فلولا الأقدار التّي رمت بعزيز في غياهب السّجن ما كان ليتفتّح فكره على دسائس الدّولة التّي رواها له الشّيخ الأخوص. وتلاحق هذه الشّخصيّات وتشابهها يجعل من القارئ متلهّفا أكثر لتعرية التّاريخ والتّوعّظ خاصّة لمن كان جاهلا بهذه الأمور بينما يأخذ الكاتب مكان الرّاوي والحكيم.
كما سعى الكاتب إلى بثّ بعض مظاهر عيش سكّان الحاضرة من خلال نصوصه رغم تواتر الأحداث بسبب تهافت المطامع الحفصيّة الإسبانيّة العثمانيّة على الحكم من جهة، ومغامرات الشّخصيّات من جهة أخرى غير أنّ الحبكة القصصيّة أدّت دورها في جعل القارئ متقبّلا لكلّ الأحداث. ومن بين المظاهر التّي تكرّرت في هاتين الرّوايتين نجد ظاهرة لازالت متواجدة في المجتمع التّونسيّ ولو قليلا. فحبّ التّطلّع إلى الغيب والسّعي وراء السّحر/ الشّعوذة لمجارات معرقلات الحياة لا زلنا نجد صداها في المجتمع التّونسيّ وقد بيّن الكاتب أنّ الملوك أيضا كانوا يؤمنون بالمنجّمين والعرّافين. فالحسن الحفصيّ، حسب الرّواية، علم من بعض المنجّمين أنّ مصير حكمه سينتهي على يد رجل يزحف على الأرض من الغرب ويفتكّ العرش لذلك إستنجد بالإسبان لأنّه ظنّ أنّ العدوّ لن يكون سوى العثمانيّين غير أنّ المفاجأة كانت عكس توقّعاته إذ لم يزحف من الغرب سوى ابنه أحمد سلطان، والذّي كان واليا على إحدى المقاطعات. كذلك نجد أنّ رحمانة، وهي من الشّعب البسيط الفكر، تقف أمام أحد الشّيوخ ليقرأ لها كفّها ويخبرها عن مصيرها.
أمّا في الرّواية الثّانية، فالمنجّمون أخبروا سلطانهم إحميده أنّ سيخسر عرشه من طرف رجل ليس منهم ولا يتكلّم لغتهم والمقصود به هو عليّ القلج. كذلك نجد أنّ عزيز، السّاذج أحيانا واللاّ مبالي في أحيان أخرى، عرف الخطوط العريضة من مصير حياته كمكافأة له على تقديم يد العون لشيخ.
لكن أهمّ مظهر من مظاهر الشّعوذة والسّحر تجسّد في شخصيّة حبيقة السّاحرة التّي تتعامل مع الجنّ. وقد أبدع الكاتب في وصف مراسم تحضير وتقديم الأضحية لزعيم الجنّ والمتمثّلة في شريفة، ليجعلها من زوجاته، حتّى تخال أنّ الكاتب كان حاضرا على هذه المراسم لينقلها بالتّدقيق. كذلك لم يغفل الكاتب عن سرد ما يُقام في "الحضرة" وقام بنقل القارئ إلى هذه الأجواء من خلال الوصف المدقّق وبأسلوب لا يملّه المتقبّل.
أمّا الدّافع المُحرّك لهذه العادات فقد أورده حسنين بن عمّو على لسان أحمد سلطان إذ إعترف لوزيره أنّ ما يجرّ ضعفاء الأنفس من عامّة الشّعب إلى إتّباع السّحر والإلتجاء للمشعوذين ليس إلاّ بدافع فقدان الأمل من جميع النّواحي خاصّة على مستوى الاستقرار السّياسيّ.
ومن تقنيات الكتابة المُستعملة في الرّوايتين، نجد أنّ الكاتب وظّف الوصف توظيفا مدروسا تخلّل السّرد والنّقل ليجتاح العديد من الصّفحات. وأعتبر أنّ الكتابة عند حسنين بن عمّو هي "متوحشّة" غير أنّه يروّضها كلّما إستدعت الحاجة. فالقارئ، وهو يتابع تمشيّ الأحداث بشوق، يجد نفسه أمام مشاهد دمويّة موحشة تقشعرّ لها الأبدان خاصّة لمن كانت له مخيّلة خصبة ومن تعوّد على مشاهدة أفلام تحاكي توحّش الإنسان سواء كان في حرب أو لا. فعند إقتحام الإسبان لمدينة تونس (في رواية رحمانة)، خصّص الكاتب صفحات عديدة لنقل الصّور الإجراميّة التّي وقعت. ولم يمنح للقارئ فرصة إستوعاب الأحداث الأليمة ليصفعه بقوّة بمشهد إغتصاب الجنود لرحمانة. القتل، التّذبيح، الإغتصاب وإنتهاك الحرمات لم تعد غريبة على الإنسان المعاصر غير أنّ من يقرأ لحسنين بن عمّو ستلعب به أساليب الكاتب في القصّ والسّرد ليقتلع القارئ من واقعه وعالمه الملموس ويصبح شخصيّة خفيّة من شخصيّات الرّواية تتابع الأحداث وتعايش واقعها. لذلك فإنّ تواتر هذه المشاهد الدّمويّة ستنهك مخيّلتك وتجعلك تطلب إيقاف شريط الأحداث ولو للحظة أو حتّى تجعلك تتنكّر لإنسانيّتك. فالتّوحّش لدى البشر، أصبح توحّشا في الكتابة، ولم يبخل الكاتب بتذكير عمليّة إبادة الحسن الحفصيّ لإخوته خوفا منه على كرسيّه كما لم يبخل علينا بمشهد يهتزّ له الكيان دار بين الحسن وابنه. فالإبن قام بمعقابة أبيه عن طريق طمس عينيه وتجد نفسك تتابع بالتّفصيل العمليّة فتتمنّى لو كنت قادرا على إيقاف المشهد أو تجاوزه. ومع الأحداث يتبيّن لك أنّ أحمد سلطان ليس إلاّ طاغية عاشق للدّم. لكن قبل أن تصل لهذا الإستنتاج، ستجد نفسك ثانية أمام مشهد قذر لإغتصاب رحمانة من قبل جنود القصر أبشع ممّا سبقه. وفي آخر الرّواية، وبعد إكتشافك لدمويّة أحمد سلطان ستُصدم بمشهد قتل لن يصيبك إلاّ بالغثيان ...
والقتل عند هذا الطّاغية الحفصيّ ليس بالأمر الصّعب، يكفيه إشارة بيده كي يتمّ الأمر وكان هذا الكابوس الأكبر لعزيز وهو قابع في غياهب سجن القصبة ينتظر الحكم في جرمه. والكاتب أحيانا يدفعك أحيانا لإلتباس شخصيّة حكم عليها بالإعدام، وستعيش المشهد حتّى لو رفضت. فسلاسة أسلوبه تعطّل إرادتك ولا تجد نفسك إلاّ أعين رأس قُطعت لتوّها.

وإثر دخول الإسبان في عهد أحمد السّلطان (رواية باب الفلّة)، تصيبك نوبة سعادة لهروب السّكان عن المدينة كي لا تتكرّر أحداث ذاك اليوم المشؤوم في الرّواية السّابقة ... إلاّ أنّ الفرحة لا تدوم. فالشّيخ الأخوص وحفيده يداسان بحوافر الخيول وحبيقة تتعرّض لإهانات لا مثيل لها لتتواصل الأحداث وتستيقظ غريزة التّوحّش في الكتابة وتعرض عليك صورا من مقتل حبيقة، معارك التّرك ضدّ الإسبان ولتجد نفسك في سجن الباستيون أمام أكوام من جثث نساء عبثت بهنّ أيادي الجنود الإسبان وأمام مشهد مفزع لشريفة. إنّ طغيان المشاهد الدّمويّة، كالتّي ذُكرت وكالتّي سَكتُّ عنها، وتكاثفها في هاتين الرّوايتين يجعلان القارئ أمام سؤال جوهريّ: "هل أنّ حسنين بن عمّو بالغ في نقله لهذه البشاعة التّي إرتكبها الإنسان أم أنّ الكتابة إستمدّت وحشيّتها من الإنسان؟"




تعليقات

  1. تلخيص رائع وعرض مفصل للروايتين التاريخيتين عن حقبتين زمنيتين في تاريخ تونس. شكرا لك جزيلا على هذا العرض الدقيق والواضح لهاتين الروايتيني جعلتني أنتبه لآهميتهما وأتشوق لقراءتهما وربما سيكونان ضمن المتن الروائي الذي سأقرره على الطلبة في السنة القادمة إن شاء الله. تحياتي الخالصة وتقديري الكبير لمجهوداتك في التعريف بالأدب الونسي. أ.د. شريف بموسى عبد القادر- أستاذ الرواية المغاربية لشعبة ماستر أدب عربي بقسم اللغة العربية وآدابها - كلية الآداب واللغات - جامعة تلمسان / الجزائر

    ردحذف
    الردود
    1. العفو سيّدي وأتشرّف حقّا بمعرفتك وباهتمامك للأدب التّونسي.
      للأسف الرّوايتين نفذتا من المكتبات منذ سنوات، لا توجد سوى روحمانة في نسختها الإلكترونيّة على أمل أن يعيد الكاتب حسنين بن عمّو، وهو رائد في الرواية التّاريخيّة، نشرهما.

      حذف
    2. انا فعلا متشوقة لقراءة رواية بلب الفلة. طالما انها نفدت من المكتبات كيف لنا ان نطلب من الكاتب نشرها ؟ و كيف لنا ان نتواصل مع الكاتب؟ هل لديك ايميله his e-mail

      حذف
    3. أعيد نشر الثلاثية كاملة (باب العلوج، رحمانة، باب الفلة) عن دار نقوش عربية للنشر وجميع مؤلّفاته متوفّرة في أغلب المكتبات التونسية. ويمكنك زيارة موقعه والاتصال به http://hassaninebenammou.tn/

      حذف

إرسال تعليق

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي