اللّيالي السّود – عبد الجبّار المدّوري
اللّيالي السّود – عبد الجبّار المدّوري
اللّيالي
السّود للكتاب الملقّب بـ الفلاّڨ "عبد الجبّار المدّوري" صدرت
في طبعتها الأولى سنة 2016 عن منشورات الفينيق وهي رواية تندرج ضمن الخيال
السّياسي.
فأحداث
الرّواية تدور حول فاجعة احتلال التّنظيم الإرهابي داعش لمدينة ڤفصة الواقعة في
عمق الجنوب التّونسي. فيكثّف البطل وليد، وهو صحفيّ بجريدة "شموع" من
مجهوداته لتغطية الأحداث الجديدة بالرّغم من ضعف أجره والظّروف الماليّة الحرجة
التّي تمرّ بها الجريدة. لكنّه يتلقّى بعد فترة قاسى فيها الخصاصة والفقر بصديقه
نور الدّين الذّي اقترح عليه العمل مع قناة عربيّة وبأجر محترم شريطة أن يكون
مبعوثها الخاصّ لمنطقة الصّدام. فيرحل وليد إلى منطقة ماجل بلعبّاس القريبة من ڤفصة
وهناك يحاول استقصاء الهاربين والمهرّبين من ڤفصة للحصول على معلومات إلى أن نشر
حوارا أجراه مع أحد مناضلي المقاومة الشّعبيّة التّي ظهرت إثر إحتلال التنظيم
الإرهابيّ للمدينة ممّا أدّى لسجنه. وقد تمثّلت
هذه المقاومة الشّعبيّة في امتناع الأهالي عن الخروج من بيوتهم ورفضوا تلبية أوامر
المحتلّين بالخروج وإحياء المدينة التّي ظلّت صامتة وصامدة أمام الدّواعش قبل بدأ
عمليّة التّحرير من قبل قوّات الأمن الوطني.
فكيف
ستكون عمليّة التّحرير علما وأنّها ستكون مختلفة عن سابقاتها في العراق وسوريا
مثلا وذلك لامتناع السلطات التّونسيّة لأيّة تدخّل اجنبي من أمريكا ودول التحالف؟ وما
هو الدّور الهامّ الذّي لعبه المهرّبون في الرّواية وما علاقتهم بالإرهاب؟ والأهمّ،
كيف حلّل وليد طرق دخول الإرهابيّين إلى ڤفصة؟ وما هي صحّة امتلاك داعش لأسلحة
الدّمار الشّامل؟
تجدون
أجوبة لهذه الأسئلة بين طيّات الرّواية التّي راوحت بين السّرد وبين نقل لمقتطفات
من جريدة "شموع" وهي تقنية
كتابة تضيف حيويّة وواقعيّة أكثر على الأحداث وتحمل القارئ بالتّحاليل والأخبار
المنقولة والمعلومات إلى إعمال فكره جديّا في الموضوع ومحاولة إيجاد منفذ للخروج
من الأزمة في الرّواية وخاصّة، وهو ما يجب الانتباه عنده بعد الغزوة الفاشلة لاحتلال
مدينة بنڤردان في مارس 2016 من قبل داعش، تفادي ما يمكن أن يحدث مستقبلا في
ظلّ ظروف البلاد.
اللّيالي السود - الطبعة الأولى 2016 |
تعليقات
إرسال تعليق