رائحة الخوف – بسمة البوعبيدي

رائحة الخوف – بسمة البوعبيدي


رائحة الخوف هي رواية لـصاحبتها بسمة البوعبيدي صدرت سنة 2009 وحملت في صفحاتها هلوسات امرأة تحلم ... أو تخاف ... أو تخاف أن تحلم بقتل زوجها المتسلّط.
إنّ أقصر طريق للخوف هو أن تفشل دائما فيما تريد أن تفعله. هذا ما استنتجته بعد متابعة الفشل المرير لمرّات عدّة في تحقيق شهوة القتل عند البطلة. الكاتبة كانت قد حوّلت نصّها إلى شاشة كبيرة تابعت فيها تحرّكات ظلّ امرأة هاربة قتلت زوجها، أو هكذا خيّل إليها وإلينا من خلال الحوار الباطنيّ لها. ثمّ تنتقل كاميرا الكاتبة إلى ماضي هذه المرأة مع بداياتها الدّراسيّة ثمّ الجامعيّة لتغوص في نفسيّتها وبواطنها وتكشف لنا رحلتها مع التّصوّف ... ثمّ مع الزّواج وبداية الرّغبة في القتل لتتحوّل إلى هذه الرّغبة إلى شهوة تسيطر على تفكيرها لتصبح هلوسات جعلتها تسلّم نفسها للشّرطة وهي البريئة.
لذلك، فإنّه يجب على القارئ التّفطّن إلى أنّ القتل في هذه الرّواية هو قتل رمزيّ حتّى وإن تلطّخت كلّ الصّفحات بالدّماء، وأنّ المرأة ليست تصارع زوجها وترغب في قتله كفرد، بل إنّ الزّوج يمثّل المجتمع الذّكوريّ المهيمن على المرأة عامّة وبهذا تكون هذه الرّواية طرحا جديدا ومتميّزا لقضيّة الصّراع بين المرأة المغلوبة على أمرها وسلطة الرّجل.
كما كان يمكن التّفطّن لطبيعة القتل في الصّفحة 59 حينما أشارت الكاتبة خفية إلى حقيقة الزّوج وإصرار المرأة على تحقيق رغبة القتل إذ قالت:
" وتفيق وشهوة قتلهم جميعا فيه... أمن هنا جاءت شهوة قتله؟  حتى من قبل أن تلتقيه... حتى من قبل أن يعرفها... قتلته بطرق شتى...وعديد المرات... ويرهقها قتله... لأول مرة تعرف أن القتل مرهق، متعب بهذا الشكل وبهذا القدر. وتحاول وتكرّر المحاولة، ولا يموت... لا يفنى ... وكأن له حيوات عديدة لا تنتهي... أو كأنه يمنح دورات متعدّدة للبعث... هو متعدّد."


رائحة الخوف - الطبعة الأولى 2009

تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي