الــمرجومة – فريدون صاحبجام
الــمرجومة – فريدون صاحبجام
كتاب "المرجومة" هي رواية للكاتب الإيراني فريدون صاحبجام،
ترجمها إلى العربيّة المترجم التّونسي وليد سليمان ونُشرت الرّواية الـمُترجمة في
طبعتها الأولى سنة 2015 عن مسكيلياني للنّشر والتّوزيع.
كما تُرجمت هذه الرّواية إلى أكثر من 34 لغة في العالم وحُوّلت إلى شريط
سينمائي بعنوان "رجم ثريّا"، وكان صاحبها قد نُفي من إيران وحُكم عليه
بالإعدام من قبل النّظام الخميني سنة 1979 وذلك لفضحه لجرائم دولة إيران بإسم
الإسلام، إلاّ أنّه إستطاع التّسلّل والحضور على عمليّة الرّجم سنة 1987 إذ أنّ الرّواية
تنقل أحداثا حقيقيّة.
ثريّا مانتشهري (الشّخصيّة الرّئيسيّة) أو المرجومة هي زوجة غربان علي، وهي
امرأة إيرانيّة بسيطة في الخامسة والثّلاثين من عمرها وأمّ لتسعة أطفال أنجبتهم
خلال 14سنة من زواجها إلاّ أنّ زوجها كان مُقصّرا في الإعتناء بعائلته وتورّط في
علاقاته مع البغايا وفي أعمال مشبوهة في المدينة ثمّ عاد إلى قريته وعمل لصالح الشّيخ
حسن، وهو مجرم وإمام مُزيّف. وقع غربان علي في حبّ فتاة أخرى وأصبحت ثريّا امرأة
مجرّدة من روحها المرحة ولفّها الصّمت المطبق ولم تقبل بالطّلاق فاتّفق زوجها،
الإمام، العمدة وهاشم (وهو أرمل كانت ثريّا تساعده في الإعتناء بأبنائه ومنزله)
على قذفها ظلمًا بتهمة الخيانة الزّوجيّة مع زوج صديقتها المتوفيّة هاشم ... فصدّق
الجميع هذه التّهمة.
وفي هذا السّياق ورد على لسان العمدة هذا الكلام الـمُوجّه لثريّا: "يا
ثريّا، يظهر أنّك لا تعرفين قوانين مجتمعنا، كما أملاها علينا إمامنا المبجّل منذ
سنوات. فعندما يتّهم رجل امرأة، عليها أن تُثبت براءتها. إنّه القانون. وفي
المقابل، إذا اتّهمت امرأة زوجها، فعليها هي أن تأتي بالأدلّة. هل فهمتي؟ أنت في
موضع إتّهام، فأثبتي العكس وسوف نصدّقك بلا مشقّة."
وعُقد مجلس صرّح بوجوب تطهير القرية من الدّناسة التّي ارتكبتها ثريّا عبر
رجمها حتّى الموت، ونُفّذ فيها الحكم في ذات اليوم وشارك أبوها وابناها البكر في
رجم المرأة البريئة مع باقي سكّان القرية.
إنّ هذه الرّواية تجسّد صورة واقعيّة للتّطرّف والتّعصّب الدّيني وهي كذلك صورة
من صور إضطهاد الرّجل للمرأة سواء باسم الدّين أو باسم "الذّكورة" وهي
صور لا تقتصر على المجتمع الإيرانيّ فقط، بل هي تتكرّر مرارا في باقي المجتمعات.
المرجومة - ترجمة وليد سليمان - الطبعة الأولى2015 |
تعليقات
إرسال تعليق