ممّا أعجبني من: لو عاد حنّبعل لـ الهادي ثابت
وبعد تردد كبير والسيارة تعدو في الطريق السريعة قال له:
-اسمح لي يا سيد حنبعل أن أسألك: هل صحيح أنك حنبعل الحقيقي؟
لم يكن حنبعل يفكّر في شيء غير الطريق التي كان يراها تطوى بسرعة لم
يعهدها، فلم يجب إلا بعد برهة من الزمن.
-أنت حيّرك شخصي، وأنا منذ أتيت هذا الزمان في حيرة من وجودي.
لم يكن حنبعل ينظر إلى مخاطبه، كان يتشبّث بمقعده كالطفل
داخل الأرجوحة. وبعد فترة من الصمت أضاف:
-العفو. لقد أدهشتني السرعة التي تجري بها العربة، ولم أفهم جيدا من
يدفعها بكل هذه القوة. عالمكم هذا غريب، يبدو أنكم طوّعتم الجن فصار في
خدمتكم. فقد لاحظت وجوده في كل الأماكن.
صمت حنبعل، وانزوى يفكّر، ثم فجأة سأل أبا أسماء:
حتى النظم السياسية الحالية ليست أكثر ديمقراطية من النظم التي كانت سائدة في البلدان المتقدمة مثل قرطاج وأثينا وروما! اليوم كالأمس: الأقليات المتمكنة من الثروة تتداول على الحكم مستعينة بجهاز الدولة لقمع الأغلبية المحتاجة... غريب هذا العالم الذي يراوح في نفس المكان!
تعليقات
إرسال تعليق