خدعة العصر – منير الرّقّي
خدعة العصر – منير الرّقّي
خدعة
العصر مأساة شعوب وأوطان جسدها منير الرّقّي في شخص هذا التّعيس "يوسف
المنصري" بطل الرّواية. وهو محارب قديم غنيّ بالتجارب، مثقّل بالأخطاء وشاهد
من قريب على وحشية الإنسان وجنونه ضد أخيه الإنسان.
مراوحة
وكثرة في الإنتقال بين الحاضر والماضي، تعمّق في الذّكريات، محاولات تقبّل الواقع
المرير وثبات لمأساة البطل. فهو صديق لكابوس يلاحقه دائما، صور الدّمار والدّماء
ملأت ذاكرته ونقلت لنا صورة بشعة للغاية لإعدام الإنسان لأخيه الإنسان.
وتنهطل
الأحزان بضمير المتكلم عن طريق عمليات إستغوار وحفر في دهاليز شخصية "يوسف
المنصري" وإذا الندم والحيرة والعذاب وجلد الذات تترادف مبرزة أحداثا فضيعة
وذكريات مرة تهد الكيان: فصورة ابن عمّه الطاهر الذّي تعثّر عندما حاول الهرب وهو
في حالة إيقاف وانفجار رأسه برصاصة من مسدّس "يوسف" لا تُنسى. وعندما
يريد البطل الهروب من جريمته تلعب الأقدار لعبتها ليطعن ابن خاله
"المنصف" بحربة البندقية مرة أولى وثانية وثالثة حتى الموت في معركة
'فردان' عل جبهة 'الألزاس' و 'اللورين'.
يُقبض
عليه لاحقا من قبل القوّات الفرنسيّة، التّي كان خادما مطيعا لها، ويُتّهم
بالخيانة، ثمّ يعود البطل ليعيش حالة من الغياب والمرض والضياع بين أهله ليصرّح في
النّهاية بما في داخل كيانه من ضرورة لردم والتّخلّص من ذكرياته وهل أنّ لا سبيل
لفقدان الذاكرة فقدانا أبديا غير الانتحار؟
لتحميل الكتاب من هذا الرّابط.
خدعة العصر |
تعليقات
إرسال تعليق