لامبيدوزا ... زورق السّعادة – لطفي سعيد

لامبيدوزا ... زورق السّعادة – لطفي سعيد

حبّ من أوّل صفحة. هكذا أحسست أو أكثر.


"لامبيدوزا ... زورق السعادة" هي مجموعة قصصيّة خُطّت من أحرف الإبداع وبلغة هي ملك للكاتب وحده. وأنت تقرأ ستجد نفسك منساقا مع جمال الكلمات والعبارات فلا تقدر على تركها وستطلب المزيد لتواكب أحداث القصص. فما أنت سوى بقارئ ورّطك الكاتب مع شخصيّاته في قصص لخّصت المعاناة والصّراع مع الحياة.
فالكاتب ينتقل بك من الرّيف إلى المدينة ("إنّنا نحيا في الأرياف لنبكي حياتنا في المدينة") مارّا بالجامعة ("في منّوبة تكفيك قبضة الأحلام وبعض السّجائر لتعشق الدّنيا")، المقهى ("في مقهى الصبر قد يسكن الجرح لكن لا يطيب") والملعب ("الشهوة المتوحشة في جوف الليل داخل الملعب"). ولكلّ مكان دلالة لدى شخصيّات الكاتب و صراع دفين مع الحياة أذكر منها: السجن، الخمرة، الشهوة، السّرقة وخاصّة 'الجوع' الذّي عانى منه طلاّب منّوبة الخمس ("وكان الجوع كعادته شهما فلم يتركهم") ولم يسلم منه العاتي، ابن الرّيف (" لقد أحبّ الجوع حتى حسب أنّه من المبشّرين بالجنّة وأفضاله على الشّعراء بلا حساب ").
والكاتب يجرّك معه في كلّ قصّة لتتعرّف على شخصيّة من شخصيّاته حتّى يصل بك إلى قصّة "الماء المالح للشّراب" ليكشف لك عن ذاك الخيط الرّفيق الذّي ربط به كل الشخصيّات و'الكاتب'.
والقصص لم تخلُ من طرح مميّز لقضايا إجتماعيّة، وطنيّة وإنسانيّة ... إذ تعترضك قصّة "حبيبة" التّي أجاد الكاتب حياكتها لتجمع شمل فلسطينيّ بإسرائيليّة لم يدم. وتجد نفسك وأنت تقرأ قصة "حبل عدالتكم" أمام نقد ساخر ولاذع وتفاصيل لم يكشف عنها سوى خيال الكاتب حول هروب المخلوع وزوجته أو كما سُمّيا في القصّة مسرور ومسرورة.

وكما قال الكاتب "إكرام القصّة دفنها بين الناس... كوردة" فأكرموا هذه القصص.

تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي