قسمة وطرح – أحمد الطّويلي
قسمة وطرح – أحمد الطّويلي
هذا الكتاب هو مجموعة قصصيّة للدكتور أحمد
الطّويلي، يضمّ 21 قصّة وصدر سنة 1977.
يستهلّ الكاتب قصصه بمعادلات رياضيّة إستعمل
فيها حروفا عربيّة للدّلالة على المجهول في هذه المعادلات دون الإفصاح عمّا ترمز
إليه، لكن نفهم بعد ذلك أنّ القسمة والطّرح لا يقصد بهما العمليّات الرّياضيّة بل
'النّصيب' (المكتوب) و 'الفراق' ... أو هكذا فهمتها.
وطغى أسلوب الوصف على أغلب القصص ليتوغّل
الكاتب في أعمق وأبهى مفاهيم العشق ويترك للقارئ مجال الغوص في غياهب جمال النّص
الأدبيّ.
وقد تعدّدت مواضيع القصص في هذه المجموعة
فنجد مثلا طرحا لقضيّة العنوسة في قصّة "الأشطار" مبيّنا أنّ لا بدّ
للإنسان شطر آخر يكمله إن لم تعبث بقسمته "السّاحرات".
وتعترض القارئ رؤية جديدة لقصّة هيام الملك
البربريّ بعلّيسة أبدع الكاتب في إيصالها للقارئ حتّى وإن كان هذا الأخير عالما
بها.
ومن بين أطرف القصص نجد خرافة
"الخنفساء" المستوحاة من التّراث التّونسي غير أنّ الجديد في هذه
النّسخة من الحكاية أنّها كُتبت بحبر كاتب عاشق ليتلذّذ القارئ بهذه الحكاية في
ثوبها الجديد.
وكذلك نجد قصّة ذات مرجعيّة دينيّة بعنوان
"كبش العيد" والتّي يسرد فيها الكاتب حادثة ذبح إبراهيم عليه السّلام
لابنه إسماعيل لتنفيذ إرادة الله ولكن الحكمة التّي أفادنا بها الكاتب من خلال هذه
القصّة أنّ: "البشريّة ستبقى مهدّدة بعذاب الجوع والتّعاسة والفقر وسيبقى
البشر يعرّون ويجوعون ... يبكون وتنعى إليهم كلّ يوم أحبّاؤهم." وهذا
واقع البشريّة اليوم.
إنّ المحبّة التّي يدعو إليها الكاتب ليست
بالضرّورة المشاعر التّي تربط الرّجل بالمرأة فقط بل هي محبّة أسمى وأكبر تجمع بين
جميع أفراد هذا الكون لتتآلف القلوب وتستأنس النّفوس إلى بعضها علّ المجتمع
الكونيّ يواجه قسمته في هذه الدّنيا. وقصّة "شحّاذ المحبّة" جسّمت حاجة
البشر إلى 'المحبّة'، فهو وإن كان متشرّدا، أعمى، فقيرا أو جائعا فهو لا يطلب
سوى المحبّة بقوله "إنّي أطلب محبّة ... محبّة لله ... محبّة لله".
تعليقات
إرسال تعليق