ممّا أعجبني من: وليس الذّكر كالأنثى لـ ألفة يوسف

وتؤكّد الأمثال الشّعبيّة إفتقار المرأة النّاقصة إلى الرّجل الكامل. ففي تونس يُقال: "لا ينحّي شاشيّة على وليّة"، وفي الشّرق يقال "ظلّ راجل ولا ظلّ حيطة". ويُعدّ الزّواج سترا للمرأة، بما يفيد أنّها غير مستورة أو مكشوفة جوهرا. وفي مقابل ذلك توسم المرأة الّتي لم تتزوّج بالعانس أو المبارة أو 'البايرة"، وهو وسم إستهجانيّ تحقيريّ لا نجد مقابلا له لدى الرّجل. ومن نافل القول الإشارة إلى الصّورة النّمطيّة الّتي تقدّمها جلّ الرّوايات أو الأشرطة السّينمائيّة العربيّة عن المرأة الّتي يكون الزّواج هدف حياتها الأساسيّ، فإن خرجت عن هذه الصّورة عُدّت شاذّة أو هامشيّة.
*****
على أنّ ثقافتنا لا تقصر غياب الرّجولة على المجال الجنسيّ وإنّما تعتبر كلّ مظاهر الضّعف والهشاشة خطرا على الرّجل، فالطّفل الذّكر يجب أن لا يبكي والرّجل يجب أن لا يتألّم أو يظهر ألمه. والباكي أو الشّاكي أو المجاهر بألمه يخاطر بفقدان رجولته وبتحوّله رمزيّا إلى صنف النّساء. أليس من الشّائع في تونس أن يقال لطفل ذكر يعبّر عن ضعفه: "ياخي انت بنيّة باش تبكي؟". وأليس من الشّائع أن يوصف الرّجال العاجزون في الشّرق بأنّهم "ولايا" أو بأنّهم ممّن لبسوا "الطّرحة"؟


* وليس الذّكر كالأنثى * ألفة يوسف *


تعليقات

الأكثر مشاهدة

مراد الثّالث - الحبيب بولعراس

في الدّرب الطّويل – هند عزّوز

سهرت منه اللّيالي – عليّ الدّوعاجي

قصص كرتونيّة للأطفال من وحي التّراث التّونسي

جولة بين حانات البحر المتوسّط – عليّ الدّوعاجي